بقلم /عادل سيداحمد
الحلقة الثانية
يُحمد للسيد الصادق المهدي، أنه أول من ناهضَ (المفاهيم الطائفية)، لإدارة شؤون البلاد..بيد أن دخوله للشأن العام، في عقد الستينات، كان بلغة الحداثة(حرباً على القداسة في السياسة).. فنازعَ عمه (الإمام الهادي)، حتى تشكل جناحان، لحزب الأمة.
،،،،،،
بل وذهب الصادق المهدي أبعد من ذلك بكثير، إذ رفض حتى فكرة (المساومة) بين (المثقفين والكلاسيك)، أي بين بعض الرموز البارزة، في حركة مؤتمر الخريجين،والتي إنضمت للحزب، وقيادات الطائفة.. فعارك رمزاً (حداثياً) كبيرًا، تبوأ موقعاً مرموقاً(الأمين العام) ، في حزب الأُمة.. خففَ من مظهر الطائفة، وأصبغ لونية العصر، على حزب تأريخي ..وأعني به الزعيم الفذ محمد أحمد المحجوب(المهندس والقانوني والأديب).
،،،،،،،
هذه الخطوة كانت متقدمة، بقياس ذلك الزمان..وتُحسب لصالح الصادق المهدي.. ولكن لو أن الوتيرة، سارت على ذات النهج، لما راينا (قهقرة) حزب الأمة اليوم..ذلك أن ربط السياسة بالقداسة، عاد - الآن -أكثر إحكاماً.. بل وأُضيف إليه السيطرة الأُسرية البائنة، على مواقع إتخاذ القرار .. فأبناء الإمام، يتبوأون مواقع قيادية في الحزب، جاء عليهم الصهر الواثق البرير..!
،،،،،،،
إذن معركة السيد الصادق المهدي(التأريخية)، مع (مفاهيم الطائفة) القديمة، إنتصر فيها، في ستينات القرن الماضي، ولكنه هزمها فيعشرينات القرن الجديد..!